العراق أبطال بلا أطراف يتحدون الحرب والإعاقة بالإنجازات الرياضية
2025-10-15 05:35:02
في خضم الحرب والدمار الذي عاشه العراق لعقود، برزت قصص ملهمة لرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة استطاعوا تحويل مأساتهم إلى انتصارات رياضية مبهرة. هؤلاء الأبطال الذين فقدوا أطرافهم بسبب انفجارات السيارات المفخخة والعبوات الناسفة، لم يستسلموا لواقعهم الصعب، بل حوّلوا إعاقتهم إلى دافع للتفوق والتميز.
يؤكد مدرب منتخب السباحة للمعاقين سفيان عبد الكريم أن هؤلاء الرياضيين يمثلون حالة فريدة في المجتمع العراقي، حيث تمكنوا من تجاوز العديد من المعوقات التي تحول دون اندماجهم بشكل طبيعي في المجتمع. بعضهم كانوا رياضيين قبل إصابتهم واستمروا في مشوارهم الرياضي، بينما اتجه آخرون إلى الرياضة بعد الإصابة كتحدٍ للظروف الصعبة التي مروا بها.
وقد حقق هؤلاء الرياضيون إنجازات لافتة على المستويات المحلية والعربية والدولية. ففي أولمبياد ريو دي جانيرو 2014، حصل المنتخب العراقي للمعاقين على المركز الأول في رمي القرص والرمح، بالإضافة إلى أربعين ميدالية في رياضات أخرى متنوعة.
لكن رحلة هؤلاء الأبطال لا تخلو من التحديات. يواجه الرياضيون من ذوي الاحتياجات الخاصة في العراق صعوبات كبيرة أبرزها قلة الدعم المالي. السباح عبد الجبار عادل، الذي أصيب بانفجار سيارة مفخخة وأدى إلى بتر ساقه واستشهاد والده، يؤكد أن “المال عصب الرياضة”، مشيراً إلى ضرورة توفير المستلزمات الأساسية للاعبين حتى يتمكنوا من التفرغ الكامل للرياضة.
بالإضافة إلى المشاكل المالية، يعاني الرياضيون من نقص الملاعب المتخصصة، مما يضطرهم إلى استئجار ملاعب على نفقتهم الخاصة. كما يشكو الكثيرون من انتشار المحسوبيات والوساطات في الوسط الرياضي، والتي تلعب دوراً كبيراً في ترقية اللاعبين وضمهم للمنتخبات الوطنية.
ومن أبرز التحديات التي تواجه هؤلاء الرياضيين صعوبة الحصول على الأطراف الصناعية التي تحتاج إلى تبديل دوري. كما يشير اللاعب جلوس علي إحسان، الذي تعرض لبتر تحت الركبة بسبب انفجار عام 2009، إلى أن أسعار الأطراف الذكية تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، بينما تتجاوز أسعار الأطراف المصنعة محلياً أربعمئة دولار، وهو مبلغ كبير لا يستطيع الكثيرون تحمله بسبب ظروفهم المادية الصعبة.
رغم كل هذه التحديات، يبقى إصرار هؤلاء الرياضيين وتحديهم للظروف مثالاً يحتذى به، proving أن الإرادة البشرية قادرة على تجاوز أصعب الظروف وتحويل المعاناة إلى إنجازات ترفع اسم العراق عالياً في المحافل الدولية.