الحجاب في الأولمبيادجدل فرنسا يثير انتقادات عالمية
2025-10-13 05:10:27
أثار قرار فرنسا بحظر ارتداء الحجاب على اللاعبات المشاركات في دورة الألعاب الأولمبية 2024 بباريس موجة من الانتقادات الدولية، حيث وصفت اللاعبة الفرنسية المحجبة ساليماتا سيلا هذا القرار بأنه “محبط ومهين”. وجاء تصريح سيلا، التي تلقب بـ”سالي”، في أعقاب إعلان وزيرة الرياضة الفرنسية الأسبوع الماضي عن تطبيق الحظر على اللاعبات الفرنسيات في الأولمبياد القادم.
سيلا (26 عاماً)، التي منعت من المشاركة في المسابقات الرسمية في بلادها منذ يناير الماضي بسبب حجابها، قالت: “إنه لأمر محزن بقدر ما هو مهين أن نرى أنفسنا ولدنا في بلد لا يريدنا”. وأضافت اللاعبة والناشطة التي بدأت لعب كرة السلة منذ كانت في الحادية عشرة من عمرها: “لم يريدوا منا أن نلعب منذ البداية، ربما هو حدث لن نشهده مرة أخرى في فرنسا”.
يعود خلفية هذا الجدل إلى قانون العلمانية الفرنسي الصادر عام 1905، الذي أسس لمبدأ الفصل بين الدين والدولة. وقد وسعت فرنسا هذا الحظر تدريجياً ليشمل العاملين في المؤسسات العامة منذ 2004، وطلاب المدارس العامة منذ 2014، وفي السنوات الأخيرة امتد ليشمل الرياضيين.
في المقابل، تواجه فرنسا انتقادات دولية متزايدة. فقد أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أن الرياضيات يمكنهن ارتداء الحجاب في قرية الرياضيين خلال الأولمبياد دون أي قيود. كما انتقدت مارتا هورتادو، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، نهج فرنسا قائلة: “لا ينبغي لأحد أن يفرض على المرأة ما تحتاج إلى ارتدائه، أو ما لا ترتديه”.
من جهة أخرى، ندّد الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، الذي يضم الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بقرار فرنسا واصفاً إياه بأنه “تمييزي”. وتشير التقديرات إلى أن هذا الحظر قد يحرم آلاف الرياضيات المسلمات من المشاركة في المنافسات الرياضية.
يجادل المؤيدون للحظر بأنه يحافظ على الحياد الديني في الفضاء العام، بينما يرى المعارضون أنه يقوض حرية المرأة في الاختيار ويعيق مشاركتها الرياضية. وفي ظل استعدادات باريس لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية من 26 يوليو إلى 11 أغسطس 2024، يبدو أن هذا الجدل سيواصل تصاعداه، مما يضع فرنسا تحت الأضواء الدولية فيما يتعلق بسياساتها تجاه الرموز الدينية.