استفاد لويس إنريكي من المأساة الشخصية لقيادة إسبانيا نحو المجد
2025-10-07 05:41:53
استطاع لويس إنريكي مدرب المنتخب الإسباني تحويل المعاناة الشخصية إلى قوة دافعة، حيث استفاد من الضغط العصبي الناجم عن وفاة ابنته لقيادة تشكيلة شابة إلى الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا 2020. جاء هذا الإنجاز رغم موجة الانتقادات الحادة التي واجهها المدرب الإسباني قبل وأثناء البطولة.
واجه إنريكي عاصفة من الانتقادات بعد استبعاده للنجم سيرجيو راموس وعدم ضم أي لاعب من ريال مدريد، حيث اتهمته صحيفة “أس” الإسبانية بخيانة النادي الأكثر شعبية في البلاد. كما أثار قراره باختيار 24 لاعباً فقط بدلاً من 26، وتشجيعه للاعب إيمريك لابورت لتمثيل إسبانيا بدلاً من فرنسا، الكثير من علامات الاستفهام.
لكن إنريكي تعامل بحكمة مع هذه التحديات، مستخدماً التجارب الصعبة التي مر بها في حياته الشخصية. وقال في إحدى تصريحاته: “مقارنة ببعض الأشياء التي تعاملت معها، هذه لعبة أطفال”، في إشارة واضحة إلى المعاناة التي عاشها بعد وفاة ابنته بسبب السرطان.
رغم التعاطف الكبير من وسائل الإعلام الإسبانية مع مأساته الشخصية، إلا أنها لم تتساهل في انتقاد أداء فريقه، خاصة بعد التعادل في المباراتين الأوليتين أمام السويد وبولندا. ووصل الأمر إلى حد اتهام إذاعة ماركا له بـ”العنيد” وتشكيكها في قدرة إسبانيا على الفوز بالبطولة.
لكن إنريكي أظهر براعة في إدارة الأزمات، حيث دعم لاعبيه في أصعب اللحظات. قدم الدعم لحارس المرمى أوناي سيمون بعد ارتكابه خطأً فادحاً أمام كرواتيا، كما وقف بقوة behind مهاجمه ألفارو موراتا الذي تعرض لانتقادات حادة من الجماهير والصحفيين.
جاءت ثقة إنريكي في لاعبيه ثمارها، حيث سجل موراتا هدفاً حاسماً في الوقت الإضافي أمام كرواتيا، وتألق سيمون في التصدي للركلات الترجيحية أمام سويسرا. وأكد اللاعبون على الأجواء الإيجابية التي خلقها المدرب، حيث وصفه داني أولمو بأنه “ودود وستجده دائماً عندما تحتاجه”.
بهذه العقلية القوية والقدرة على تحويل المحن إلى منح، يقود إنريكي إسبانيا نحو مواجهة تاريخية مع إيطاليا في ملعب ويمبلي، في محاولة لتكرار إنجاز بطولة أوروبا 2012 وإثبات أن فلسفته التكتيكية وطريقته في إدارة الأزمات كانت صحيحة منذ البداية.