الصلة بين كرة القدم والخرف تدفع اتحاد أسكتلندا لمنع الضربات الرأسية للأطفال
2025-10-15 05:03:40
في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى أوروبا، أعلن اتحاد كرة القدم الأسكتلندي عن عزمه منع اللاعبين الأطفال تحت سن 12 عاماً من أداء الضربات الرأسية خلال التدريبات. هذا القرار الجريء يأتي استجابة للمخاوف المتزايدة حول الصلة المحتملة بين ممارسة كرة القدم والإصابة بأمراض الخرف.
وتعكس هذه المبادرة الوقائية مدى جدية الاتحاد الأسكتلندي في التعامل مع هذه القضية الصحية المهمة، خاصة بعد أن كشفت دراسة حديثة أن اللاعبين السابقين أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض الخرف بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف ونصف مقارنة بغيرهم.
وكانت دراسة نشرت في أكتوبر الماضي قد أثارت ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية بعد أن توصلت إلى وجود علاقة بين ممارسة كرة القدم والإصابة بأمراض الدماغ التنكسية. هذه النتائج دفعت الاتحاد الأسكتلندي إلى تشكيل فريق طبي متخصص للتحقيق في الأمر، كان من بين أعضائه الطبيب جون ماكلين الذي أكد على أهمية اتخاذ إجراءات وقائية فورية.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تثبت بشكل قاطع العلاقة بين الضربات الرأسية والإصابة بالخرف، إلا أن الخبراء الطبيين يؤكدون أن اتخاذ إجراءات وقائية في هذه المرحلة يعد أمراً حكيماً ومنطقياً. ويوضح الدكتور ماكلين أن “الضربات الرأسية تمثل جزءاً أساسياً من التدريبات، أكثر مما هي في المباريات الفعلية، مما يزيد من أهمية الحد منها لدى الفئات العمرية الصغيرة”.
هذا القرار التقدمي لاقى ترحيباً واسعاً من قبل الخبراء واللاعبين السابقين، منهم جون هارتسون، الهداف السابق لأندية أرسنال وسيلتك، الذي أشاد بهذه الخطوة ووصفها بـ”الشجاعة والضرورية”. وأكد هارتسون، الذي اشتهر بمهاراته في التسديدات الرأسية، أن “حماية صحة اللاعبين يجب أن تكون الأولوية القصوى، حتى لو تطلب ذلك تغييراً في بعض تقاليد اللعبة”.
ويأتي هذا القرار في إطار اتجاه عالمي متزايد للاهتمام بصحة اللاعبين على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بالإصابات الدماغية. ويمثل قرار الاتحاد الأسكتلندي نقطة تحول مهمة في تاريخ الرياضة، حيث يضع المعايير الصحية فوق الاعتبارات التنافسية.
ومن المتوقع أن تتبع العديد من الاتحادات الأوروبية خطى الاتحاد الأسكتلندي في تبني سياسات وقائية مماثلة، خاصة مع تزايد الأدلة العلمية التي تشير إلى المخاطر المحتملة للضربات الرأسية المتكررة. وهذا التطور يعكس وعياً متزايداً بأهمية الحفاظ على صحة اللاعبين في جميع المراحل العمرية، وخاصة في سن النمو حيث يكون الدماغ أكثر عرضة للإصابات.
كما يبرز هذا القرار أهمية التعاون بين المؤسسات الرياضية والمجتمع الطبي في تطوير سياسات تحمي صحة الرياضيين دون أن تؤثر على جوهر الرياضة ومتعة ممارستها. ويشكل هذا النهج الوقائي نموذجاً يحتذى به في مختلف الرياضات التي تنطوي على مخاطر صحية محتملة.
وبهذه الخطوة، يؤكد الاتحاد الأسكتلندي على التزامه بسلامة اللاعبين الشباب وأهمية الموازنة بين تطوير المهارات الرياضية والحفاظ على الصحة على المدى الطويل. وهذا النهج الاستباقي قد يمهد الطريق لمزيد من الإصلاحات في عالم كرة القدم لضمان استمراريتها كرياضة آمنة وممتعة للأجيال القادمة.